تزداد شهرة تقنية البلوكشين يومًا بعد يوم وتستأثر بالمزيد من الاهتمام على مستوى عالمي. يُشّبِه البعض تقنية البلوكشين ببداية الإنترنت في السبعينات ويطلق البعض عليها ثورة المعلومات 2.0 ويتحدث عنها الكثير من الناس في مختلف التخصصات؛ اقتصاديين ومبرمجين وغيرهم. فما هي تقنية البلوكشين وما هي تطبيقاتها؟البلوكشين -بالعربية سلسلة الكتل- عبارة عن سجل رقمي علني لا يُمكن التلاعب فيه مُوزع على كل مستخدميه
تزداد شهرة تقنية البلوكشين يومًا بعد يوم وتستأثر بالمزيد من الاهتمام على مستوى عالمي. يُشّبِه البعض تقنية البلوكشين ببداية الإنترنت في السبعينات ويطلق البعض عليها ثورة المعلومات 2.0 ويتحدث عنها الكثير من الناس في مختلف التخصصات؛ اقتصاديين ومبرمجين وغيرهم. فما هي تقنية البلوكشين وما هي تطبيقاتها؟
البلوكشين -بالعربية سلسلة الكتل- عبارة عن سجل رقمي علني لا يُمكن التلاعب فيه مُوزع على كل مستخدميه
ظهرت هذه التقنية لأول مرة في البتكوين لحل مشكلة الصرف المزدوج، ولتوفر اللامركزية، وتحافظ على خصوصية حاملها، (decentralized and anonymous) وتُنشيء بيئة من الثقة والشفافية بين مستخدميها.
توالت الأفكار والمشاريع للاستفادة من تقنية البلوكشين بعد استخدامها في البتكوين؛ عملات رقمية بأفكار مختلفة أو تقنيات محسنة عن البتكوين، وتطبيقات لامركزية وعقود ذكية وغيرها. وفيما يلي بعضًا من أهم التطبيقات المبنية على تقنية البلوكشين ونبذة عن كلٍ منها.
توالت الأفكار والمشاريع للاستفادة من تقنية البلوكشين بعد استخدامها في البتكوين؛ عملات رقمية بأفكار مختلفة أو تقنيات محسنة عن البتكوين، وتطبيقات لامركزية وعقود ذكية وغيرها. وفيما يلي بعضًا من أهم التطبيقات المبنية على تقنية البلوكشين ونبذة عن كلٍ منها.
من تطبيقات البلوكشين
العملات الرقمية
من انتشار البلوكشين عالميًا.
العملات الرقمية مجرد ملف إلكتروني وليس لها أي سند مادي مثل العملات الورقية -عدا حالات قليلة مثل عملة USDT-، لامركزية -أي لا يتحكم في إصدارها أي شخص ولا حتى مُخترعها-تعمل بطريق (الند للند) ويُمكن إرسالها من طرف إلى آخر بدون الحاجة للمرور على مؤسسات وسيطة كالبنوك وشركات الائتمان.
راود حلم العملات الرقمية العديدين منذ ثمانينيات القرن الماضي، وكانت فكرة مطروحة بقوة ولكن بها بعض العيوب والمخاطر حتى عام ٢٠٠٩، حين نشر شخص مجهول الهوية حتى الآن تحت اسم ساتوشي ناكاموتو ورقة بيضاء معلنًا فيها عن ابتكاره للبتكوين، تغلب ساتوشي ناكاموتو في ابتكاره على العديد من المشاكل التقنية لفكرة العملات الرقمية وأهمها مشكلة الصرف المزدوج the double-spend problem.
هناك عدة استراتيجيات لتوليد عملة رقمية:
- أسلوب إثبات العمل (Proof Of Work) وفيه يتم تعدين العملة عن طريق حل معادلات في خوارزمية تزداد صعوبتها مع الزمن، ويتم استخدام هذه المعادلات في إنشاء سلسلة الكتل لضمان عدم إمكانية التلاعب في سجل البلوكشين. تتبع هذه الاستراتيجية عدة عملات وأشهرها البتكوين.
- أسلوب إثبات الملكية (Proof Of Stake) وفيه يتم صك العملة عن طريق اختيار عشوائي لختم سجلات التحويلات من مستخدمي العملة. وتستخدم هذا الأسلوب عدة عملات مثل عملة Peercoin، كما سيتم تطبيقه في عملة الأثيريوم مستقبلاً.
- أسلوب تفويض إثبات الملكية (delegated proof of stake) ويتم فيه تفويض عددًا من الأشخاص لاعتماد الكتل الجديدة في السجل. مثل عملة LSK.
- العملات سابقة التعدين (Premined) ويتم فيه إيجاد العدد الكامل من العملات قبل إصدارها.
التخزين اللامركزي السحابي
تعتمد معظم مواقع الإنترنت على تأجير سعات تخزينية من أشهر موفري هذه الخدمة في العالم مثل أمازون ودروب بوكس – وهي أشهر شركات التخزين المركزي في العالم-، ولكن يعيب البعض فكرة المركزية لما تحويه من إمكانية فقد البيانات إذا حدثت أعطال في مراكز تخزين هذه الشركات وبسبب انعدام الخصوصية وغلاء أسعار التأجير. توفر عدة شركات ناشئة خدمات التخزين اللامركزي السحابي وبأسعار أقل كثيرًا من الأسعار المستخدمة في التخزين المركزي، لكنها لازالت في طور البناء والانتشار.
على سبيل المثال تقدم شركة مينابولس خدمة Sia للتخزين اللامركزي. وفيها يُمكنك أن تستأجر سعة تخزينية لا مركزية مُشفرة وبأسعار زهيدة، أو يُمكنك أن تؤجر سعة تخزينية لا تحتاجها من على حاسوبك الشخصي. هناك شركات تقدم خدمات مماثلة ولكن Sia في الصدارة حاليًا، ويتم دفع مقابل التأجير في هذه الخدمة باستخدام العملة الخاصة بها وهي Siacoin.
منصة بناء تطبيقات باستخدام تقنية بلوكشين
العملة رقم اثنين من حيث القيمة السوقية الكلية تعود لشركة إيثريوم بما يقارب 50 مليار دولار. أيثيريوم عبارة عن منصة يُمكن من خلالها إبرام عقود ذكية وبناء تطبيقات بتقنية البلوكشين باستخدام لغة برمجة solidity. يتم دفع رسوم انشاء التطبيقات أو التحويلات على المنصة باستخدام عملتها الخاصة وهي الأيثر. هناك عدة منصات أُخرى في طور الانشاء تستخدم لغات برمجة أسهل وأوسع انتشارًا مثل منصة LISK التي تستخدم لغة برمجة جافا سكريبت وعملتها الخاصة هي LSK.
قوة حاسوبية لامركزية خارقة
بعض الأعمال تستلزم قوة حاسوبية كبيرة مثل بعض برامج ديناميكا الموائع الحسابية والأنيميشن ومن أجلها يتم استئجار مدد زمنية على كمبيوتر خارق او شراءه بتكلفة عالية إن كان العمل معتمد عليه كلياً. أتت شركة Golem لتحل هذه المشكلة عن طريق تقديم خدمة الحوسبة اللامركزية. تعتمد الخدمة المُقدمة على تبادل القوة الحاسوبية في الحاسبات العادية بين المستخدمين؛ يمكنك استئجار قوة حاسوبية بسعر زهيد مقارنة بأسعار الحاسبات الخارقة للقيام بعملك في مدة معينة، كما يمكنك في الأوقات التي لا تستخدم فيها حاسوبك أن تؤجر قوته الحاسوبية لشخص أخر. يتم التعامل في خدمة Golem من خلال عملتها الخاصة Gnt. وكمعظم التطبيقات التي تستخدم البلوكشين لا تزال هذه الخدمة في مرحلة التطوير.
تطبيقات علمية
بعض التطبيقات تستخدم القوة الحاسوبية المُهدرة في استراتيجية اثبات العمل في القيام بإيجاد حلول لمشكلات علمية؛ يستخدم تطبيقPrimecoin القوة الحاسوبية لكل مستخدمي شبكته في إيجاد الأرقام الأولية -والتي تستخدم في عدة مسائل علمية-
التمويل
تقوم العديد من الشركات باستخدام تقنية البلوك لتمويل الأبحاث العلمية او الشركات الناشئة سواء أكانت متخصصة أو غير متخصصة ف البلوكشين. كما يقوم البعض من هذه الشركات بإصدار عملات رقمية فقط للتعامل خلال شبكتها الخاصة مثل Einsteinium، أو تقوم بإصدار عملة رقمية خاصة بها بالإضافة لامتلاك حصص في الشركات المُنشأة مثل Neufund.
تحويل الأموال
تتداخل تقنية البلوكشين بقوة مع القطاع البنكي حول العالم، إذ يُمكن من خلال استخدام تقنية البلوكشين لتأكيد الهوية وزيادة سرعة التحويلات بشكل لا يُقارن مع الطرق التقليدية. من التطبيقات الرائدة المتخصصة في القطاع المصرفي شركة ريبل.
أنترنت الأشياء
تستخدم شركة IOTA تقنية مختلفة عن البلوكشين تُدعى تانجل، ولكنها مشابهة البلوكشين في استراتيجية العمل. يهدف تطبيق IOTA إلى إيجاد اتصال بين جميع الأجهزة المرتبطة بالإنترنت، واستخدام عملة IOTA لتقوم الماكينات بالبيع والشراء بين بعضها البعض مباشرة بدون انتظار التدخل البشري.
مواقع تواصل اجتماعي ومنصات فيديو لامركزية
تعتمد مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك ومشاهدة مقاطع الفيديو مثل يوتيوب مالياً على الإعلانات، والتي تسبب في بعض الأحيان مضايقات للمشاهدين بسبب ظهور إعلانات غير مناسبة لثقافتهم أو لكثرة الإعلانات وظهورها للمقاطع التي يشاهدونها. كما يمكن لهذه المواقع المركزية حجب بعض الفيديوهات أو الغاء قنوات كاملة لمستخدميها، بالإضافة لإمكانية حدوث أعطال في سيرفرات تخزين الموقع مما سيتسبب في عطل الموقع أو حتى ضياع بعض المقاطع. استخدمت عدة شركات تقنية البلوكشين للتغلب على هذه المشاكل، وحل نسبة التأثير محل الإعلانات؛ إذ يتم إصدار عملات رقمية لصاحب المقطع او المنشور مقابل إعجاب الآخرين به، وهكذا من الممكن أن تكسب بشكل مباشر نتيجة تأثيرك او افادتك لمن حولك. ومن أشهر المواقع التي تتبع هذه الطريقة موقع steemit وsynereo. بينما يتبع موقعdecentube.com أسلوب مختلف في مكافأة أصحاب المقاطع عن طريق إمكانية التعدين على متصفح المشاهد.
نقطة إنطلاق أم فقاعة
لو صدق كلام المؤمنين بالبلوكشين لأحدثت نقلة نوعية في أسلوب حياتنا كما فعل ظهور شبكة الإنترنت. هناك العديد من الأفكار والطموحات المنتظرة من هذه التقنية، والوقت وحده هو من سيحكم عليها في نهاية المطاف، إما بالنجاح أو بالفشل.
المصدر/coinaat
0 تعليق
more_vert